image

كشفت بلدية دبي عن إعداد خطة استراتيجية تستهدف اعتماد جميع المرافق العامة التابعة للبلدية ومؤسساتها بيئة صديقة لذوي التوحد خلال العام المقبل، مؤكدة أنها تعمل وفق خطط مدروسة تلبي احتياجات مختلف فئات المجتمع وتحديداً أصحاب الهمم.

وأفادت ميرة العامري مدير قسم البحوث وأنظمة البناء في بلدية دبي لـ «البيان» أن إدارة الحدائق العامة والمرافق الترفيهية في بلدية دبي حازت شهادات البيئة الصديقة لذوي التوحد في ثلاث وجهات وذلك في كل من برواز دبي، مدينة الطفل والحديقة القرآنية، مؤكدة تطلع بلدية دبي إلى اعتماد جميع مرافق البلدية ومؤسساتها بيئة صديقة لذوي التوحد خلال العام المقبل.

وأردفت إن بلدية دبي تسعى إلى تقديم أعلى درجات الرعاية، وأفضل الخدمات، التي تضمن ممارسة أصحاب الهمم حياتهم اليومية بسهولة في مرافقنا المتميزة بالحداثة والنوعية، وتعزيزاً لمسؤوليتها المجتمعية في دعم مختلف المبادرات، التي تمكن أصحاب الهمم من ذوي التوحد، وتساعد على اندماجهم في المجتمع.

جاء ذلك رداً على الدعوات التي نادى بها أولياء أمور طلبة بمركز دبي للتوحد بهدف توفير بيئة صديقة لأطفال التوحد في الأماكن العامة، وإلى رفع وعي المجتمع بالاضطرابات المصاحبة للمرض.

واقترحوا تصميم الأماكن العامة بشكل آمن للأطفال مع مراعاة عدم وجود زوايا حادة أو عناصر مؤذية، وكذلك توفير دورات مياه عامة خاصة بأصحاب الهمم البالغين يسمح لكلا الجنسين (ذكوراً وإناثاً) بمرافقة ذويهم من أصحاب الهمم، مع العمل على رفع سقف الوعي لدى حراس الأمن والموظفين الميدانيين في الأماكن العامة باضطراب طيف التوحد.

كما اقترحوا توزيع شرائح للتتبع والتعريف بهوية الأطفال والأفراد ذوي التوحد بشكل خاص وذلك في المراكز التجارية والأماكن العامة، داعين إلى توفير مقاطع فيديو أو كتيبات تعريفية مبسطة للأطفال حول تلك الوجهات يتم من خلالها تحضير الطفل بتعريفه بالمكان المتوجه لزيارته، ومتى سيحصل على وجباته الخفيفة، وشرح المواقف المتوقعة وكيف يتصرفون تجاهها.

أبرز الحوادث

وأفادوا أن أطفال التوحد لهم طبيعة خاصة تفرض عليهم التعرض لأنواع متنوعة من الحوادث، يأتي في مقدمتها لعق المواد السامة والتعرض للصعق الكهربائي، خصوصاً عندما تكون يدي الطفل مبللة على مفاتيح الإنارة، إضافة إلى الانزلاق على الأرض، والارتطام بالأشياء المحيطة كأثاث المنزل، والتعرض للحبس خلف الأبواب خصوصاً في دورات المياه.

كما تتضمن الحوادث الأبرز في حياة أطفال التوحد، تعرضهم للحروق من المواد الغذائية الساخنة، أو بلع أشياء صغيرة يمكن أن تعرضهم للاختناق، فضلاً عن تشغيل السيارة بدافع الفضول، كما أن لديهم نزعة للهروب من المنزل من دون إحساس بمخاطر سير المركبات، وفتح النوافذ وأبواب الشرفات، وبالتالي التعرض لخطر السقوط.

توفير الحماية

وحول أهمية توفير الحماية والأمان للطفل في المنزل، أكدت إحدى الأمهات التي فضلت عدم ذكر اسمها أنه تم تهيئة منزلهم بشكل آمن وملائم لابنها البالغ من العمر (8) أعوام، حيث تم وضع الأقفال المناسبة للأبواب والأدراج، كما حرصوا على إزالة أي شيء مدبب أو حاد في جميع قطع الأثاث والتي تم تثبيتها على الجدران.

وحول توفير الحماية والأمان للطفل خارج المنزل، قالت: «يستخدم ابني عربة الأطفال في أغلب الأحيان لأنه يتعب أثناء المشي، ويكون التحفيز البصري والصوتي الخارجي عالياً جداً، ويركض يميناً ويساراً دون تحديد أي اتجاه، فعلي أن أمسك بيده في كل مكان».

وأردفت: «إن ابنها يواجه تنمر الأطفال من حوله، خصوصاً في الحدائق ومناطق اللعب، حيث يحاولون دفعه والتنمر عليه، وهي مشكلة عامة تواجه بعض أطفال التوحد»، داعية إلى

تصميم الأماكن العامة بشكل آمن لتواكب طبيعة أطفال التوحد مع مراعاة عدم وجود زوايا حادة أو عناصر مؤذية.

ولفتت إلى ضرورة توفير دورات مياه عامة خاصة بأصحاب الهمم البالغين يسمح لكلا الجنسين (ذكوراً وإناثاً) بمرافقة ذويهم من أصحاب الهمم، داعية إلى رفع سقف الوعي لدى حراس الأمن والموظفين الميدانيين في الأماكن العامة باضطراب طيف التوحد.

من جانبها قالت سافينتا (والدة ايشان – 13 سنة): «أقوم دائماً بالتعريف عن حالة طفلي «ايشان» للأشخاص المتوقع بأنه سيتفاعل معهم حتى يتعرفوا على كيفية التعامل معه والاعتناء به بالطريقة الصحيحة، على سبيل المثال، أثناء السفر بمفردي، أقوم بالتعريف عن حالة ابني وأشرح لموظفي المطار أو مضيفي الطائرة خصائص التوحد، حتى في حال تطلب الأمر تركه لفترة من الوقت لاستخدام غرفة الاستراحة، فإن مضيفة الطيران ستعرف تماماً كيف تبقيه مشغولاً وآمناً».

أمن وسلامة

أكدت إيمان أبوشباب، مديرة التوعية المجتمعية في مركز دبي للتوحد: «إن تعزيز وسائل الأمن والسلامة في المنزل من المسائل المهمة التي يواجهها آباء وأمهات أطفال التوحد، فكثير من أطفال التوحد يعانون من سلوكيات عدوانية للذات وللآخرين.

وقد يكون استخدامهم للأدوات والمواد المحيطة بهم في بعض الأحيان خاطئاً، وقد يعرضون أنفسهم في حالات كثيرة للمخاطر وللمحيطين بهم كذلك، ومن هنا يستلزم الأمر تأهيل البيئة المحيطة بهؤلاء الأطفال بمجموعة من وسائل الأمن والسلامة».

وأضافت أبوشباب: «وكاستجابة للحاجة الماسة في توفير البيئة الصديقة لذوي التوحد في الأماكن العامة، بادر مركز دبي للتوحد بإطلاق برنامج «البيئة الصديقة لذوي التوحد» كمبادرة هي الأولى من نوعها في المنطقة، للمساهمة في تعزيز إمكانية وصول أصحاب الهمم من ذوي التوحد للخدمات التي ينشدونها على أكمل وجه بكل يسر وأمان من خلال تقديم مجموعة من الورش التدريبية والخدمات الاستشارية التي يتخللها زيارات ميدانية للأماكن العامة التابعة لمؤسسات القطاع العام والخاص حول عوامل تحقيق البيئة الآمنة والصديقة لذوي التوحد.

حيث تتم عملية المراجعة والتدقيق في معايير تحقيق البيئة الآمنة والصديقة لذوي التوحد على مستوى الأفراد والمرافق والخدمات، ومن ثم يتم منح شهادة البيئة الصديقة لذوي التوحد (AFC) لتلك الجهات بصلاحية مدتها عام واحد قابلة للتجديد عند استيفاء الشروط».

تابعنا على Tiktok

أضغط على زر المتابعة وتابع كل جديد

This will close in 20 seconds