
حظيت الخيول والفروسية باهتمام كبير في دولة الإمارات؛ وكان للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الفضل في تشجيع رياضة الفروسية، والحفاظ على السلالات الفريدة للخيول العربية.
وتحرص أغلب الأسر الإماراتية على تعليم أبنائها ركوب الخيل، وترسيخ عشقها في نفوس الأجيال فهي كما قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة».
نتحدث اليوم إلى عبدالله يوسف عبدالرزاق النقبي الذي صادق الخيل منذ ما يقارب 24 عاماً، وقد كان لها محبة في قلبة بشكل شخصي، حيث شُغف بحبها منذ طفولته ويحرص على متابعة سباقات الخيول، ويعتبر عبدالله النقبي نموذجاً للعشرات أمثاله من أصحاب الإسطبلات.
يرى النقبي أن هدفه من رعاية الخيول هو ثقافي تراثي أكثر منه تجاري وذلك لنشر حب الخيل لدى الآخرين، حيث تعد الخيل مهمة من حيث تأثيرها الإيجابي على من يصادقها، كما يلاحظ تأثيرها على الشباب سلوكياً وبشكل إيجابي على النفس، حيث يصنع ركوب الخيل من الصغير قيادياً ويمنحه الثقة بالنفس، ولذلك من البديهي أن تتطور علاقة البشر بالخيل منذ الماضي البعيد وحتى اليوم.
ولكلا الجنسين لأن للفتيات نصيباً في الفروسية وفي حب اقتناء الخيل، ومن ليست لديها القدرة على الامتلاك يمكنها أن تتدرب على الفروسية، مما يمنحها الشعور بالثقة. وخلال السنوات الماضية أصبح هناك توجه لامتلاك الخيل، ولم يعد غريباً أن نرى أشخاصاً يخرجون في أماكن معينة يمتطون خيولاً، فهي فرصة لتوطيد العلاقة وللخيل كي تنطلق خارج الإسطبل.
يؤكد عبدالله أن التعامل مع الخيول يمنح راحة كبيرة للإنسان، حتى إنها تعد علاجاً لأصحاب الهمم لأنهم يصبحون أكثر سعادة، وتخرجهم من حالة الانطواء مع العالم الافتراضي، وذلك أن مداومة الطفل على لقاء الخيل يحدث فارقاً في سلوكه، ويدفعه للخروج إلى الإسطبلات كلما سنحت الفرصة بدلاً من الجلوس وراء شاشة الكمبيوتر لفترات طويلة.
جدير بالذكر أن رياضة الفروسية تعد من أبرز الرياضات التراثية التي تولي لها دولة الإمارات اهتماماً كبيراً محلياً وعالمياً، حيث يتم تنظيم العديد من الفعاليات والبطولات داخل الدولة وخارجها، سواء كانت سباقات الخيول العربية الأصيلة، أو بطولات القدرة والتحمّل، أو جمال الخيل، أو قفز الحواجز.
استدامة التراث