
أكد سمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة، أن صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، عزز منذ توليه الحكم مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها إمارة رأس الخيمة على الصعد كافة.
وقال سموه في كلمة بمناسبة ذكرى تولي صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي مقاليد الحكم في الامارة التي صادفت يوم امس : «شكل 27 أكتوبر 2010 علامة فارقة في المسيرة التنموية لإمارة رأس الخيمة، هذه المسيرة الحافلة بالعطاء والتقدم والازدهار، والمتمثلة في العديد من الإنجازات والمبادرات بكل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، إضافة إلى أنظمة التعليم والرعاية الصحية، وغيرها من المجالات التنموية».
وأضاف سموه قائلاً: «إن صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي أدرك مبكراً أن الإنسان المتحضر المتسلح بالعلم والمعرفة هو الأساس المتين والقاعدة الصلبة للنماء والتطور والمساهم الفاعل في بناء وتقدم وطنه، من هنا أعطى سموه الاستثمار في العقول البشرية الأولوية، وفق رؤية ثاقبة قائمة على الاستثمار بسخاء في المعرفة والتعليم المتقدم، وتحسين جودة النظام التعليمي، والتركيز على دعم الابتكار، وما تشهده إمارة رأس الخيمة اليوم من تطور وازدهار في قطاع التعليم يظهر مدى الاهتمام الذي أولاه صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي للعلم، من خلال الدعم الدائم والمتابعة المستمرة لتحقيق أعلى مستويات الخدمات التعليمية المتميزة وفقاً لأفضل المعايير العالمية».
وتابع سموه: إن النهضة التنموية المدهشة التي شهدتها إمارة رأس الخيمة في ظل حكم صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي لم تقتصر على قطاع التعليم فقط، بل شملت القطاعات كافة، ومنها قطاع الصحة المهم والحيوي، والبنية التحتية المتطورة والمتينة، والقطاع الاقتصادي والصناعي الواعد، حيث باتت الإمارة قوة اقتصادية ناهضة، تتمتع بمقومات قوية في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، ودعمه المستمر للقطاع الاقتصادي بالإمارة، حيث يمتاز اقتصاد رأس الخيمة بقاعدة اقتصادية متنوعة وبيئة أعمال محفزة، وسياسات اقتصادية مرنة، وتشريعات اقتصادية حديثة، تستجيب لاحتياجات قطاع الأعمال والاستثمار في مختلف المجالات.
واختتم سمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي كلمته بهذه المناسبة، قائلاً: « الاحتفاء بذكرى تولي صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، مقاليد الحكم، تشكل مناسبة لاستعراض مسيرة الإنجازات التنموية التي شهدتها الإمارة، وفي الوقت نفسه تعتبر فرصة لشحذ الهمم وتأكيد التصميم على تعزيز وترسيخ تلك الإنجازات، فالتنمية مسيرة متواصلة ومتصلة، لا تتوقف ولا تهدأ، وتنتقل من محطة متقدمة إلى أخرى أكثر تقدماً وازدهاراً».
وافق أمس الذكرى الثالثة عشرة لتولي صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم رأس الخيمة، لتتواصل مسيرة مباركة في خدمة دولة الإمارات وإمارة رأس الخيمة، لتسجل الإمارة في عهده تطوراً كبيراً غير مسبوق في شتى المجالات.
وسجلت رأس الخيمة تحت قيادة سموه، العديد من الإنجازات العام هذا العام، تمثلت في تدشين سموه لمشروع «المدينة الآمنة الرقمية» الذي يعد أحد أهم مشاريع صندوق رأس المال الاستثماري الشرطي في مجال الأمن التكنولوجي والتحول الرقمي في الامارة، بهدف تعزيز مستوى جودة الحياة الأمنية فيها، كما أصدر سموه القانون رقم 2 لعام 2023، بشأن تأسيس «واحة رأس الخيمة للأصول الرقمية» المخصصة لشركات الأصول الرقمية والافتراضية المعنية بالابتكار في قطاعات المستقبل الجديدة.
ازدهار سياحي
وبتوجيهات ورؤية سموه حققت رأس الخيمة نجاحاً باهراً بتسجيلها أعلى مستوى نصف سنوي على الإطلاق في استقطاب الزوار، حيث استقبلت 600 ألف زائر، خلال الفترة الممتدة بين شهري يناير ويونيو 2023، بزيادة قدرها 14.8 %، مقارنة مع النصف الأول من عام 2022، وتحقيق أعلى إيرادات مرتبطة بالسياحة، وتأتي هذه النتائج بعد سلسلة من الاستثمارات الاستراتيجية والشراكات والمبادرات لتعزيز السياحة، ما يمهد الطريق للنمو المستمر في 2023 وما بعده. وشارك سموه في عدد من القمم والمؤتمرات الإقليمية والدولية في نهاية عام 2022 وعام 2023، ممثلاً لدولة الإمارات، ونيابة عن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله. ونجحت الرؤية الحكيمة لسموه في تحويل إمارة رأس الخيمة إلى وجهة مثالية للأعمال والعيش والسفر والاستمتاع بالحياة، لتمتعها بمناخ مشمس طوال العام، وتقديمها خيارات متعددة بمزايا وتسهيلات تنافسية وفي متناول الجميع، كما تمتلك رأس الخيمة سجلاً حافلاً بالعديد من الأرقام القياسية بموسوعة «غينيس» العالمية.
تنوع اقتصادي
ونتيجة للاهتمام الكبير الذي يحظى به التنوع الاقتصادي تحت حكم ورؤية سموه، حافظت الإمارة على مدى أكثر من عقد من الزمن على تصنيفها الائتماني السيادي عند المستوى «A»، وفقاً لوكالتي التصنيف العالميتين «فيتش» و«ستاندارد آند بورز»، ويصل عدد الشركات التي تعمل فيها حالياً إلى أكثر من 38.000 شركة من 100 دولة حول العالم تمارس أعمالها في 50 مجالاً اقتصادياً، ويعتبر اقتصاد إمارة رأس الخيمة من أكثر الاقتصادات تنوعاً في الدولة.
ويصل إجمالي الناتج المحلي في رأس الخيمة إلى قرابة 11.5 مليار دولار، وتتمتع الإمارة بمحفظة اقتصادية متنوعة، يعد فيها التصنيع أكبر قطاعاتها، إذ يسهم بنحو 30 % من إجمالي الناتج المحلي. أما قطاع السياحة الذي يعتبر من أسرع القطاعات نمواً في رأس الخيمة فيسهم بحوالي 5 % من إجمالي الناتج المحلي.
الموانئ وتشغل موانئ رأس الخيمة، 4 موانئ في الإمارة، بما فيها ميناء صقر، أكبر ميناء مناولة في منطقة الشرق الأوسط، ومدينة رأس الخيمة الملاحية، المنطقة الحرة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك وصولاً مباشراً للبحر عبر ميناء مخصص، شهدت حركة الاستيراد والتصدير في ميناء صقر، نمواً بمعدل الضعف خلال الأعوام الخمسة الماضية، حيث ناولت موانئ رأس الخيمة نحو 75 مليون طن من البضائع سنوياً، وأضافت عملية التوسع في الميناء التي انتهت عام 2019، اثنين من أرصفة المياه العميقة القادرة على التعامل مع السفن الكبيرة، لتبلغ طاقته السنوية 95 مليون طن.
في المقابل حقق مطار رأس الخيمة الدولي قفزات كبيرة في الآونة الأخيرة، من خلال توقيع المطار العديد من الاتفاقيات مع الخطوط الجوية العالمية لتعزيز ربط الحركة السياحية والسكانية في رأس الخيمة مع مختلف دول العالم، حيث يمكن من خلال الإمارة الوصول إلى ثلث سكان العالم في غضون 4 ساعات طيران، ما يجعلها وجهة مثالية للاستثمار والعيش والعمل.
وأولت إمارة رأس الخيمة اهتماماً كبيراً بتأسيس قطاع أعمال قوي، يشكل ركيزة رئيسية لنهجها في التنمية المستدامة الشاملة، حيث تلعب العلامات التجارية الوطنية وقطاعات الأعمال في رأس الخيمة دوراً محورياً مهماً في دعم مسيرة النمو فيها، ونجح العديد منها في وضع اسم الإمارة على الخارطة العالمية.
وجهة استثمارية
وتعتبر هيئة مناطق رأس الخيمة الاقتصادية (راكز) وجهة صناعية وتجارية متطورة، حيث تقدم للمستثمرين من مختلف دول العالم مجموعة متميزة من الحلول التي تساعدهم على ازدهار أعمالهم، وتحتضن مناطق الهيئة الصناعية حالياً ما يزيد على 15000 شركة من أكثر من 100 دولة حول العالم تمارس أعمالها في 50 قطاعاً اقتصادياً متنوعاً، ما يجعلها إحدى أكبر المناطق الاقتصادية في المنطقة، ومع احتضان «راكز» للعديد من المناطق الحرة وغير الحرة المتخصصة حول الإمارة، فهي تربط المستثمرين بالأسواق في منطقة الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا وأوروبا.
قطاع صناعي
ونجحت إمارة رأس الخيمة في تحقيق الخطط المستقبلية التي وضعها صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، لتتحول إلى مركز صناعي متميز، حيث تقع على تقاطع الطريق الحديث بين قارات أوروبا وآسيا وأفريقيا، ويمكن من خلالها الوصول إلى ثلث سكان العالم في غضون 4 ساعات من الطيران، الأمر الذي يجعل منها وجهة مثالية لتأسيس وتنمية الأعمال في أسواق دولة الإمارات، ومنطقة الشرق الأوسط، وقارة أفريقيا، وغيرها من دول العالم، ويعد التصنيع أكبر قطاعات الإمارة، إذ يسهم بما يقارب 30% من إجمالي الناتج المحلي، الأمر الذي يدل على مدى تنوع المحفظة الاقتصادية فيها.
استدامة بيئية
وأسهم اهتمام صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، بالمقومات البيئية في ظل ما تتمتع به الإمارة من طبيعة خلابة، تبعث الهدوء والسكينة في النفس بعيداً عن صخب الحياة في المدينة، وتعتبر حكومة الإمارة من أبرز الداعمين للتنمية المستدامة وينعكس ذلك جلياً في مختلف السياسات التي تطبقها، وفي عام 2018 أطلقت حكومة الإمارة استراتيجية رأس الخيمة الطموحة لكفاءة الطاقة والطاقة المتجددة 2040، والتي تهدف إلى تخفيض استهلاك الطاقة بنسبة 30 % وتقليل استهلاك المياه بنسبة 20%، ورفع نسبة توليد الكهرباء بنسبة 20 % باستخدام مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2040.
وتهدف خطط رأس الخيمة في قطاع السياحة، تنفيذاً لرؤية صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، إلى جعل الإمارة وجهة رائدة إقليمياً في السياحة الصديقة للبيئة بحلول العام 2025، إلى جانب استقطاب 3 ملايين سائح وزائر سنوياً بحلول عام 2030.
رهان التعليم
ويؤمن صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم رأس الخيمة، أن الاستثمار في التعليم هو الرهان الحقيقي لاستشراف المستقبل، ومواصلة مسيرة التنمية الشاملة في الإمارات بما يواكب التقدم والتطور التكنولوجي الذي يشهده العالم، والاستمرار في الارتقاء بجودة وتميز المنظومة التعليمية، هو الأساس في إعداد جيل مبدع ومبتكر ومزود بالعلوم والتخصصات العلمية المستقبلية، بما يواكب رؤية الدولة ومستهدفاتها المستقبلية خلال الخمسين عاماً المقبلة.
وتتميز رأس الخيمة بتاريخ حافل في الاستثمار بالتعليم، حيث اهتم سموه بأهمية حصول جميع الجاليات المقيمة على أرض رأس الخيمة بالفرص التعليمية من خلال مؤسسة الشيخ سعود بن صقر التعليمية الخيرية التي تقدم خدماتها التعليمية الشاملة المتطورة مجاناً لأكثر من 1800 طالب وطالبة، انطلاقاً من رؤية سموه أن دولة الإمارات تعد نموذجاً سامياً للعطاء الخيري والإنساني، وقد رسخت طاقات مؤسساتها الخيرية لتقديم الدعم والمساندة في مختلف المجالات، وبالأخص التعليم لأنه القاطرة التي تقود المجتمع لمصاف الدول المتقدمة.
رعاية صحية
توفر رأس الخيمة للمواطنين والمقيمين والزوار منظومة خدمات صحية متكاملة تشرف عليها كوادر طبية على أعلى درجات الاحترافية من مختلف أنحاء العالم، ويعد مستشفى رأس الخيمة الذي تأسس 2007 من المنشآت المرموقة عالمياً ويضم نحو 75 طبيباً، ويقدم خدماته لنحو 800 إلى 900 مريض خارجي يومياً.
تاريخ وثقافة
واهتم صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، بصناعة المستقبل عبر بوابة حماية التاريخ والمواقع الأثرية، حيث تضم الإمارة حوالي 1000 موقع أثري وتاريخي، وكشفت الحفريات فيها عن وجود حضارات تجارية متقدمة سكنت المنطقة منذ أكثر من 5 آلاف عام قبل الميلاد.