
أكد الدكتور محمد رامي المعري، عضو الهيئة الأكاديمية والأستاذ المشارك في قسم علم الكواكب وعلوم الأرض ومدير مركز علوم الفضاء والكواكب في جامعة خليفة، والذي أطلق اسمه أخيراً «المعري» على أحد الكويكبات المكتشفة تكريماً لإنجازاته، أن قطاع الفضاء الإماراتي شهد طفرات عدة في السنوات الماضية ويؤسس حالياً لبناء جيل من الخبراء الإماراتيين لتولي إطلاق مهام فضائية مستقبلاً، حيث يمتلك قاعدة علمية وبحثية متينة وضعت الإمارات بين الدولة المتقدمة في علوم الفضاء.
وقال د. المعري لـ «البيان»: إن قطاع الفضاء هدف استراتيجي للدولة، إذ يعتبر من العلوم التي تثير الشغف لدى النشء، فمن الممكن أن تجذب طفلاً بصورة لكوكب المريخ أو المشتري أو الفضاء الخارجي، في حين يصعب تحقيق هذا الشغف في تخصصات أخرى على سبيل المثال الذرة أو التفاعلات الكيميائية، مما يجعل هذا القطاع الحيوي جاذباً للطلبة، خصوصاً أنه يتصدر مهن المستقبل، ومشيراً إلى أنه ليس من الضرورة أن يصبح الطالب متخصصاً بشكل مباشر في علوم الفضاء إنما يتسع هذا القطاع لمعظم التخصصات الهندسية، مثل علوم الكمبيوتر وتحليل البيانات وتخصصات هندسة الكهرباء والحراريات والاتصالات والميكانيكا وإلى أخرى من التخصصات الهندسية والتي تعتبر جزءاً أصيلاً من فريق عمل أي مهمة فضائية.
وحول إطلاق اسمه أخيراً «المعري» على كويكب تكريماً للإنجازات المرموقة التي حققها في دراسة المذنبات وعلوم الكواكب في فبراير 2002، قال إنه جاء ثمرة للجهود التي قدمها المشروع المشترك بين المرصد الفلكي في بادوفا ومركز الفضاء الألماني «دي إل آر» في برلين، وخلصت الدراسة إلى اكتشاف العديد من الكويكبات وتسميتها، بما في ذلك الكويكب المعروف حالياً باسم المعري 357148، ولا شك أنه إنجاز يضاف إلى سجل الإنجازات التي حققتها جامعة خليفة وقطاع الفضاء الإماراتي.
وأوضح أن العالم أو الباحث الذي يكتشف كويكباً يحق له تسميته وفق الهيئة الفلكية الدولية لكن ليس على اسمه الشخصي، والتسمية الشخصية تتم بناءً على ترشيحات المجتمع العلمي وليس من الباحث نفسه.
نشاط بحثي
وفي السياق أشار د. المعري إلى أبرز المهام الفضائية التي شارك فيها والتي نفذ جزءاً منها بالتعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية Nasa والأوروبية ESA، بالإضافة إلى المهام العربية لدولة الإمارات مثل استكشاف الإمارات للقمر، وحزام الكويكبات، ومشاريع فضائية في جامعة خليفة، ولافتاً إلى أنه ضمن فريق العلوم المكلف بمهام مستقبلية يشمل نظام تصوير الأسطح باللون والصوت على متن مركبة الاستطلاع المدارية التابعة لوكالة ناسا والمركبة المدارية لتتبع الغاز التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية على التوالي، بالإضافة إلى مهمات أخرى قادمة تتضمن مسبار إكزومارس التابع لوكالة الفضاء الأوروبية ومهمة معترض المذنبات ومهمة «هيرا» للدفاع الكوكبي ومهمة الإمارات لاستكشاف حزام المذنبات.
جيل من الخبراء
وحول جهود جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في قطاع الفضاء أكد أنها مهمة لتحضير جيل جديد من العلماء والخبراء والمختصين الإماراتيين للمشاركة في المهام المستقبلية، وهي واحدة من أبرز الجامعات التي توفر درجة البكالوريوس في علوم الكواكب بالإضافة إلى دراسة علوم الفضاء وتوفير درجات الماجستير والدكتوراه، وأيضاً أنشأت الجامعة مركزين لعلوم وتكنولوجيا الفضاء مختصين بالشق البحثي والهندسي.
تعاون دولي
وأوضح د. المعري أن ثمة تعاوناً بين وكالات الفضاء الدولية وأن مهام فضائية عدة ليست حكراً على دولة معينة، حيث تشمل تعاوناً دولياً على المستوى الحكومي والأكاديمي، وأغلب فرق العمل تضم علماء من دول عدة مما يخلق تعاوناً علمياً دولياً وتكاملاً أكاديمياً وبحثياً في إنجاح المهام الفضائية.
وأكد أن معظم المهام الفضائية ليست حكراً على دولة معينة، ومعظم المهام الفضائية تشمل تعاوناً دولياً على مستوى دولي وحكومات وأيضاً الأكاديمي، حيث إن الفرق العلمية في هذه المهام علماء من دول عدة مما يخلق تعاوناً علمياً دولياً على مستوى كبير مما ينمي تعاوناً كبيراً.