
غالباً ما يشكل «التمرير» مؤشراً مهماً لتقييم فريق ما أو بطولة في عالم كرة القدم، خصوصاً عندما تبلغ المحصلة رقماً كبيراً، كما هي الحال في دوري أدنوك للمحترفين في الإمارات بعد مرور 5 جولات من البطولة، التي سجلت مبارياتها الـ35 ما مجموعه 27494 تمريرة نتج عنها 122 هدفاً، بنسبة تهديف بلغت 3.49 لكل مباراة، وبما أعطى انطباعاً عملياً بأن الدوري ذو إيقاع سريع.
ولا شك في أن محصلة الـ27494 تمريرة في 5 جولات فقط تشير إلى انتهاج الفرق المشاركة في دوري أدنوك للمحترفين في الإمارات أساليب اللعب الحديث في كرة القدم، القائم في جانب منه على اللعب ذي الإيقاع السريع المستند إلى تمرير الكرة من لمسة واحدة، وبما يجعل تلك التمريرة مثمرة عندما تسفر عن تسجيل هدف في شباك المنافس.
توزيع المحصلة
وتوزعت محصلة الـ27494 تمريرة على فرق الجزيرة أولاً بـ2768 تمريرة، والعين ثانياً بـ2423، والوصل ثالثاً بـ2333، والشارقة رابعاً بـ2203، وحتا خامساً بـ2101، والوحدة سادساً بـ2096، والنصر سابعاً بـ1879، وشباب الأهلي ثامناً بـ1857، وبني ياس تاسعاً بـ1813، والبطائح عاشراً بـ1775، وعجمان في المركز 11 بـ1692، واتحاد كلباء في المركز 12 بـ1620، وخورفكان في المركز 13 بـ1609، والإمارات في المركز 14 بـ1325 تمريرة.
حسن الجسمي، الناقد الرياضي، أشار إلى أن المحصلة تبدو غير إيجابية بالدرجة الكافية، لافتاً إلى أن المدرب هو من يحدد أسلوب اللعب، وما ينتج عنه سواء تمريرات إيجابية أو سلبية، منوهاً بأن معظم فرق دوري أدنوك للمحترفين تعتمد على التمرير في مناطق لعبها أو إلى الخلف، وليس إلى الأمام لتهديد مرمى المنافس بشكل جدي، ما يجعل محصلة التمرير سلبية في هذه الحالة.
مهارة اللاعبين
وأشار الجسمي إلى أن تمرير الكرة في ملعب المنافس قليل إلى حد ما في المباريات الـ35 التي لعبت حتى الآن في دوري المحترفين، مشدداً على أن فرق العين والجزيرة والشارقة غالباً ما يكون تمرير الكرة لديها في مناطق المنافس، ما ينتج عنه أهداف لمصلحة تلك الفرق، بينما هناك فرق لا تعتمد على التمرير كثيراً، كما هي الحال مع شباب الأهلي، كونه يعتمد على التحولات المستندة إلى جهد وسرعة ومهارة اللاعبين؛ ما يجعل تمرير شباب الأهلي للكرة أقل في المحصلة الرقمية، لكنه يقف في صدارة الترتيب العام لفرق البطولة.
ولفت حسن الجسمي إلى أن تمرير الكرة يعتمد كثيراً على الأسلوب الذي يريد المدرب تطبيقه، مشيراً إلى أن الأسلوب المطبق من قبل المدرب هو الذي يحدد جدوى التمرير خلال المباريات، هل المدرب يعتمد أسلوب البناء من الخلف، أم أنه يميل إلى أسلوب فتح الثغرات في بناء الفريق المنافس، فهناك مدرب يسعى إلى تحصين مناطق فريقه، وانتظار الفريق المنافس.