
غالباً ما يشكل الغضب والانفعال وانفلات الأعصاب، أسباباً مباشرة لإشهار البطاقات الحمراء بوجوه لاعبي كرة القدم، إلى جانب أسباب فنية أخرى معروفة، وهذا ما تجسد واقعاً في دوري أدنوك للمحترفين في الإمارات بعد الجولة الرابعة من البطولة، والتي شهدت إشهار البطاقة الحمراء 7 مرات فقط بعد مضي 4 جولات، وبنسبة إجمالية بلغت 0.25% للمباراة الواحدة، وهي محصلة أكثر من مقبولة، ودليل على أن دورينا «هادئ»، وبعيد عن حالات الغضب والانفعال وانفلات الأعصاب لدى لاعبي الفرق المشاركة في الدوري.
وبعد إقامة 28 مباراة في 4 جولات من دوري أدنوك للمحترفين، أشهر حكام المباريات البطاقة الحمراء 7 مرات، اثنتان لكل من لاعبي فريقي البطائح وخورفكان، وواحدة لكل من لاعبي فرق العين وشباب الأهلي وحتا، فيما لم ينل أي من لاعبي فرق النصر والوصل والجزيرة والوحدة وبني ياس والشارقة واتحاد كلباء وعجمان والإمارات، أي بطاقة حمراء بعد مرور 4 جولات من البطولة.
الدوري الإسباني
ونظراً للأهمية الفائقة لعدد البطاقات الحمراء، وما تشكله من معيار حاسم في تقييم مختلف الدوريات العالمية، فإن الدوري الإسباني، شهد ظاهرة غير مسبوقة عالمياً تمثلت بإشهار 94 بطاقة حمراء في 23 مباراة فقط من دوري موسم 2022-2023، وبنسبة بلغت 4.08% للمباراة الواحدة، وهي المحصلة التي فاقت نظيراتها في الدوريات الأشهر في إنجلترا وإيطاليا وألمانيا في الموسم الماضي، وأعادت تلك المحصلة إلى الأذهان إشهار 108 بطاقات حمراء في الدوري الإسباني لموسم 2015-2016.
23 مباراة
وفي 23 مباراة من مباريات الدوريات الأوروبية في الموسم الماضي، أشهر حكام المباريات البطاقة الحمراء 94 مرة في الدوري الإسباني، و40 مرة في الدوري الإيطالي، و29 مرة في الدوري الألماني، و19 مرة في الدوري الإنجليزي.
حل نهائي
ورغم أن مسؤولية وتبعات إشهار البطاقة الحمراء، تقع بالدرجة الأساسية على عاتق اللاعب المشهر بوجه تلك البطاقة، إلا أن حكام المباريات، يتحملون جزءاً من الدوافع وراء إشهار البطاقة الحمراء، خصوصاً ما يتعلق بـ «تسرع» بعض الحكام في اللجوء إلى البطاقة الحمراء باعتبارها حلاً نهائياً في التصدي لسلوك لاعب ما في أي من طرفي المباراة.
نقلة نوعية
من جانبه، لفت أحمد لشكري، لاعب كرة القدم الإماراتية الأسبق، إلى أن إشهار البطاقة الحمراء 7 مرات فقط بعد خوض 28 مباراة من دوري المحترفين الإماراتي، يمثل دليلاً على انضباط سلوكي من قبل غالبية لاعبي فرق البطولة داخل الملعب، معتبراً ذلك نقلة نوعية في كيفية التعامل مع الطواقم التحكيمية خلال المباريات.
لاعب خشن
وأشار لشكري، الموصوف بأنه «لاعب خشن»، إلى أن لاعب كرة القدم، قد يجد نفسه في حالة من الغضب والانفعال نتيجة حركة أو كلام من لاعب منافس، أو نتيجة الاعتراض على قرار ما لحكم المباراة، ما يؤدي ذلك إلى حصوله على البطاقة الحمراء المباشرة أو نيله بطاقتين صفراوين، ما يحتم عليه مغادرة الملعب بصفة لاعب مطرود من المباراة.
قطار الدوري
ونوه أحمد لشكري إلى أنه دائم المتابعة لمباريات دوري المحترفين الإماراتي، مشيراً إلى أنه لمس في دوري الموسم الجديد، نوعاً من التفهم والتقبل للكثير من لاعبي فرق البطولة للقرارات التحكيمية، والابتعاد عن الانفعالات الزائدة التي غالباً ما تكون سبباً مباشراً في نيل البطاقة الحمراء، متمنياً أن يمضي قطار دوري الإمارات، هادئاً، وبعيداً عن أي انفعالات أو الخروج عن النص من قبل أي من لاعبي فرق البطولة.