image

تلجأ بعض الأندية إلى سد الثغرات في صفوف فرقها الأولى لكرة القدم من خلال استعارة عدد من لاعبي أندية أخرى، وهو الأمر الذي يساعد تلك الأندية الطالبة للإعارة على التعامل مع الميزانيات المتاحة، وفي المقابل يخدم الأندية التي توافق على إعارة لاعبيها، في منحهم فرصة المشاركة في المباريات، مع صعوبة حصولهم على فرصة لذلك مع أنديتهم الأصلية، ورغم إيجابيات الإعارة العديدة، إلا أنها لا تساعد على بناء فريق، لعدم توفيرها الاستقرار الفني المطلوب.

انتقالات

وفي فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة للموسم الرياضي الحالي، وامتدت من 3 يوليو إلى 21 سبتمبر 2023، لقيد وتسجيل اللاعبين في الفريق الأول في الأندية المحترفة، وفرق الدرجات الأولى والثانية والثالثة والشباب، بلغت معاملات الأندية 1715 معاملة، ووزعت ما بين 51 معاملة استبدال، و46 إعارة، و25 انتقال لاعب، و1520 تسجيل لاعب، و73 كشف قيد، وتسمح لوائح اتحاد الكرة الإماراتي بإعارة أو استعارة 8 لاعبين محترفين كحد أقصى، مع عدم جواز إعارة اللاعب الهاوي بين أندية الدولة، والحد الأدنى لمدة إعارة اللاعب هي الفترة الممتدة بين فترتي التسجيل، والحد الأقصى الإعارة لمدة سنة واحدة.

صفقات

ومن أبرز صفقات الإعارة خلال «الميركاتو الصيفي»، استعارة نادي الإمارات لمهاجم الشارقة باكو ألكاسير، والوحدة للاعب شباب الأهلي سلطان الزعابي، وللاعب زينيت الروسي زليمخان بكاييف، وللاعب الشباب السعودي كريستيان جوانكا، والنصر لمدافع الوحدة أحمد راشد، وللاعب شباب الأهلي أحمد جشك، وشباب الأهلي لحارس حتا عادل فدعق، وحتا لمهاجم النصر يعقوب، وللاعب كاظمة الكويتي شبيب الخالدي، واتحاد كلباء للاعب الجزيرة محمد اليماحي، وللاعبي شباب الأهلي غوستافو سيلفا ومهدي قائدي، وعجمان للاعب الوحدة جيانلوكا مونيز، وللاعب الشارقة سيف راشد، وخورفكان للاعب العين محمد سبيل، فيما لم تجر أندية الوصل، الجزيرة، العين والشارقة، أي صفقات بنظام الإعارة.

حل مؤقت

اعتبر عبد الله موسى حارس مرمى المنتخب الوطني الأول في مونديال 1990، أن الإعارة حل مؤقت تلجأ إليه بعض الأندية لحل مشكلة مؤقتة يتعرض لها الفريق الأول، ربما لإصابة مفاجأة لأحد اللاعبين في مركز صعب إيجاد بديل لشغله في وقت قصير لعدم توافر الميزانية أو لضغط الوقت، وهناك أندية أخرى تلجأ للإعارة لتشكيل فريق قادر على تحقيق هدف محدد، ويتناسب مع إمكانات النادي، وتلك الأندية عادة لا يكون لديها طموح كبير بتحقيق بطولات، ويتركز هدفها الرئيسي في البقاء في الدوري وتجنب الهبوط.

تعاقدات

وقال: «عندما ترغب في تحقيق بطولة وبناء فريق، لا يمكن الاعتماد على الإعارة، بل عليك باللجوء إلى التعاقدات الطويلة، ومع لاعبين على مستوى عال، سواء من المواطنين أو الأجانب، ومتوسط أعمارهم مقبول، وهذا الأمر يتطلب ميزانيات مالية كبيرة غير متوفرة للكثير من الأندية، حتى إنها ليس لديها أكاديميات، وتلجأ إلى استعارة عدد من اللاعبين الذين لا يجدون فرصة للمشاركة مع أنديتهم، وأغلب هؤلاء اللاعبين المعارين، من نجوم الصف الثاني، لأن الأندية لا تقبل بإعارة لاعبيها الأساسيين، وهنا الإعارة لا تبني فريقاً لأنها سنوية، وبالتالي لا توفر الاستقرار الفني المطلوب».

التزامات

من جانبه، يرى ثابت سهيل لاعب النصر السابق، أن كل أندية الدولة تحظى بدعم شبه متساو، ولكن تبقى الإعارة إحدى الوسائل الجيدة لتدعيم بعض المراكز في الفريق دون تحمل التزامات مالية كبيرة، وتتناسب أكثر مع الأندية التي تكون أهدافها محدودة، والفائدة الفنية تكون أكبر للكرة الإماراتية، إذا كانت الإعارات للاعبين صغار السن، لأنها ستساعد على صقل الخبرات، واكتشاف لاعبين مميزين كانوا يحتاجون فقط إلى فرصة المشاركة.

مشاركة

وقال: «هناك أندية لديها العديد من اللاعبين، وربما يكون في المراكز الواحد أكثر من لاعب، والمستوى بينهم متقارب، إلا أن أحدهما يحصل على فرصة المشاركة، وبقية اللاعبين يبقون طويلاً على مقاعد البدلاء، وهنا تكون الفائدة كبيرة بإعارة هؤلاء اللاعبين، ما يقلل من التكدس لدى بعض الأندية، ويسمح بالمشاركة لعدد كبير، وهو الأمر الذي يخدم الكرة الإماراتية والمنتخبات الوطنية، ولكن في الوقت نفسه، لا يساعد في بناء الأندية التي تلجأ إلى استعارة عدد كبير من اللاعبين، وهذا الأمر كان مشكلة سابقة، قبل أن يتدخل الاتحاد الدولي (الفيفا)، بشكل إيجابي في الأمر، ويحدد عدداً مسموحاً باستعارته أو إعارته لكل نادٍ في الموسم الواحد».

مكاسب

بينما رأى عمران عبد الله عمران، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة الإماراتي السابق، أن نظام الإعارة الكل فيه فائز، ولكنه طالب بأن يفتح الباب بمشاركة اللاعب في جميع المباريات، ويتضمن ذلك اللعب أمام ناديه الأصلي، مشيراً إلى أن النادي الأصلي عندما سمح بإعارة لاعبه كان الهدف منحه المشاركة بشكل أساسي مع النادي المعار إليه، وعلى اللاعب أن تتاح له فرصة لإثبات جدارته خلال فترة الإعارة، ويتضمن ذلك اللعب أمام فريقه الأصلي.

فائدة

وأوضح: «العديد من الأندية في العالم تلجأ إلى نظام الإعارة للحصول على ما تحتاجه من لاعبين لسد ثغرات في التشكيلة الرئيسية، وهذا الأمر يتم باتفاق ثلاثي بين النادي الأصلي، والنادي المستعير، واللاعب نفسه، وهذا النظام الكل فيه يحقق الفائدة الفنية، والكل فائز، ولكن بشرط حصول اللاعب على فرصته الكاملة بالمشاركة، وهذا الأمر للأسف يكون منقوصاً عندما يحرم اللاعب بالمشاركة أمام ناديه الأصلي في مباراتي الدوري على الأقل في الموسم، ويجب على أنديتنا التخلي عن هذا الشرط حتى يحصل اللاعب على فرصته الكاملة في إثبات نفسه أمام ناديه الأصلي».

استقرار

واختتم قائلاً: «لعل أبرز السلبيات في نظام الإعارة، إنه لا يمكن الاعتماد عليه في بناء فريق، لعدم توفيره الاستقرار الفني المطلوب، بحكم امتداد فترة الإعارة لموسم واحد، وبعدها يتم التفاوض مجدداً على تجديد الإعارة أو العودة إلى النادي الأصلي، أو الانتقال إلى نادٍ ثالث، ولذا فإن الإعارة تتناسب أكثر من أندية الوسط والساعية إلى البقاء في دوري المحترفين وتجنب الهبوط، ولا ينفع الأندية الساعية إلى حصد البطولات، الاعتماد عليها بشكل كبير، إلا إذا كانت الاستعارة للاعبين أجانب من الصعب الحصول على خدماتهم مقابل عقود انتقال رسمية، بسبب الميزانيات الضخمة التي يتطلبها هذا الأمر».

تابعنا على Tiktok

أضغط على زر المتابعة وتابع كل جديد

This will close in 20 seconds