
برغبة جامحة في عكس هويتها الإماراتية الأصيلة وكنوزها العابقة بالتنوّع والثراء.. وبعزيمة لا تقهر على تحقيق أحلامها بالريادة.. انطلقت الفنانة الإماراتية كلثوم علي، في مسيرة تكريس بصمتها المتفرّدة وتأسيس علامتها التي أطلقت عليها اسم «تبرا»، لتكون في «كل وقت وكل يوم»، رؤيتها الأفضل لعالم «الكشخة الشبابية»، وبوابتها الإبداعية الأبرز التي تكرّس بها الفنانة عشقها القديم لفن الرسم وخلفياتها الأكاديمية في فن تصميم «الغرافيكس»، الذي درسته في جامعة زايد.
طريق البداية
في حوارها مع «الإمارات اليوم»، تحدثت الفنانة الإماراتية كلثوم علي، عن مشروعها ومسيرتها الطويلة في تأسيس الفكرة وتطويرها، التي امتدت لمدة ثماني سنوات قائلة: «انطلقت فكرة مشروع (البراند الإماراتي تبرا) في عام 2013 بمحاولات بسيطة من البيت، وكنت أنفذ معظم التصاميم التي أصيغ فكرتها على (القماصين) والأكواب وبعض الإكسسوارات الأخرى، مثل أغطية حماية الهواتف الخلوية. من ثم، سمعت عن التمويل الذي يقدمه (صندوق خليفة لتطوير المشاريع)، فقدمت طلبي وكنت محظوظة، ليس فقط بالفرصة الذهبية التي قدمت لي لتمويل مشروعي، بل وبالمساعدات الأخرى التي قدمها لي الصندوق، ومن ثم غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، ومجلس سيدات أعمال أبوظبي». وكان أبرز هذه المساعدات، كما تضيف كلثوم، هو «تجارب التأهيل المكثف في أسس بناء المشاريع الخاصة وطرق تطويرها والارتقاء بأهدافها، وصولاً إلى تحقيق النجاح المنشود من بوابة مجموعة مختارة من الورش التدريبية في مجالات عدة، منها دراسة الجدوى واستراتيجيات إدارة المشاريع وخطوات التسويق الإلكتروني وسُبل الحفاظ على الملكية الفكرية للمشاريع الخاصة، وحتى طرق إنشاء موقع العلامة بشكل فردي، وغيرها من التدريبات المتنوّعة على مهارات الارتقاء بتجارب روّاد الأعمال الجدد. وقتها، فُتحت أمامي آفاق جديدة لتطوير مشروعي، ودفعه نحو النجاح، فبدأت جدياً في التخطيط لتوسيعه».
رؤية فريدة
وحول تجربة اقتحام هذا المجال والمنافسة فيه بقوة بالاعتماد على الفن وشغف التصاميم الفريدة وطرق تنفيذها المغايرة للسائد، ومن ثم رسائلها الرامية لعكس ثقافة الإمارات ونشرها على نطاق واسع، أكدت كلثوم: «الدافع الأبرز للمشروع كان شغفي بمجال الرسم وملاحظتي الثغرة الكبيرة الموجودة في مجال التصاميم الفنية التي تعبّر عن الهوية الإماراتية الأصيلة، لمصلحة رسومات وتصاميم تعكس ثقافة العالم الأجنبي الدخيلة، الأمر الذي دفعني نحو تكريس حضور ثقافتنا المحلية في تصاميم ورسومات وصور من وحي عاداتنا وتقاليدنا، تكون زاخرة بالكنوز التاريخية واللوحات الفنية المقتبسة من ماضي وحاضر الإمارات وقصص أهلها»، مضيفة: «من ثم، جاءت تصاميم قلادة الحناء ودهن العود والبرقع والمرود وغزال الصحراء والدلة والخنجر ومسدسات الصيد الإماراتية، التي صممتها على منتجات عدة، وهدايا تذكارية فريدة تعبق بالجمال والمعنى».
«كشخة كل وقت وكل يوم»
في المقابل، تؤمن الفنانة الإماراتية وصاحبة مشروع «تبرا» بأن تجربتها متصلة ليس فقط بعكس رؤيتها الفخورة بهويتها الإماراتية فحسب من خلال الفن، وإنما بتوفير هدايا ومنتجات «كشخة» إماراتية متنوّعة وأصيلة قابلة للاستخدام اليومي، مثل تجربة «القماصين» أو أغطية حماية الهواتف الخلوية والشواحن المحمولة (باوربانك)، والملصقات المعدنية المتنوّعة وحتى الجوارب الشبابية الفريدة الألوان والتصاميم، التي كرّست بها كلثوم صرعة موضة جديدة، هي «موضة الجوارب الملوّنة مع الكندورة المحلية»، وحتى مع «المخور» لتستهوي بها أعداداً متزايدة من الشباب الإماراتي وتجعلهم يقبلون عليها، سواء من بوابة موقع علامتها الرسمي، أو من خلال نقاط البيع الأخرى المتوافرة في معظم إمارات الدولة، في الوقت الذي توزع المصممة جميع منتجات العلامة اليوم في جميع مناطق الخليج العربي.
مشاركات وتعاون
إلى جانب النجاح اللافت الذي حققته الرسامة ورائدة الأعمال كلثوم علي، في مجال تصميم منتجات عالية الجودة بنكهة إماراتية، توافرت لها فرصة توسيع انتشارها والارتقاء بصورتها عبر عدد من المشاركات الفاعلة في الفعاليات والمعارض الفنية المحلية والإقليمية، مثل تجربة المشاركة في «المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية»، الذي حمل علامتها إلى جمهور المملكة العربية السعودية، وصولاً إلى معارض محلية أخرى، أبرزها «مهرجان أم الإمارات» و«مهرجان الحصن» و«مهرجان التراث البحري» و«معرض كوميك كون الشرق الأوسط» في أبوظبي، وغيرها من الفعاليات المهمة الأخرى، التي وفرت لها فرصة عرض منتجاتها على جمهور أكبر.
• فكرة مشروع (البراند الإماراتي تبرا)، انطلقت في عام 2013 بمحاولات بسيطة من البيت.
مكان للمواهب المحلية
في سياق حديثها عن التحديات التي واجهتها في البداية، ومسيرة تجاوز العقبات وصولاً إلى تحقيق أهداف النجاح والريادة، لطرح تجارب الأصالة من بوابة الفن، أكدت كلثوم علي، إيمانها العميق بالطاقات والقدرات الفنية اللامحدودة، التي يمتلكها عدد من شباب الإمارات واستعداده الدائم لدعمها وإبراز حضورها الواعد في تجربة علامتها «تبرا»، قائلة: «حرصت في مشروعي على التنوّع وتجاوز تجربة التصميم الأحادي لجميع منتجات العلامة، وبالتالي استقطاب مواهب إماراتية ناجحة في المجال». وقد تجسّدت هذه المسؤولية من خلال تعاملي مع عدد من الأسماء المحلية، مثل أسماء المهيري، التي تعاملت معها في تصاميم «مسبار الأمل»، والرسامة «مزنة»، التي تعاونت معها في تصميم مجموعة شواحن «باور بانك» المتنقلة التي طرحناها بمناسبة العيد، وغيرها من الأسماء الناجحة التي لا أنكر أنها أثرت – ولاتزال – تجربة علامتنا الإماراتية «تبرا».