من خلال مشروع يوفر الإحساس بالمكان والتجمع والجلوس مع الشعور بالظل والمأوى للبشر والكائنات الحية الأخرى، فاز المصمم والمهندس المعماري أحمد القطان في مسابقة أشغال مدنية، نظمت ضمن أسبوع دبي للتصميم، وهدفت إلى دفع المعماريين والمصممين لتقديم مقترحات مشاريع أثاث للأماكن العامة مع الالتزام بنهج التصميم المسؤول. ويقدم القطان في مشروعه الذي يحمل عنوان «ديزاينست»، والذي سيتم إعلان فوزه والكشف عنه خلال النسخة 10 من أسبوع دبي للتصميم في شهر نوفمبر، مساحة تسمح بالشعور بالراحة والمأوى، للبشر والكائنات الأخرى، إذ يتمتع التصميم بكونه مكاناً خاصاً وعاماً ومفتوحاً ومغلقاً في الوقت عينه.

ووظف المهندس السوري أحمد القطان خبرته ورؤيته التي اكتسبها على مدى 10 سنوات، في خلق حلول مستدامة ومتطورة مع التركيز على الالتزام بالمسؤولية البيئية والاجتماعية، في تصميمه لهذا المشروع، إذ ركز على تقديم مساحة تسهم في طرح مفهوم المستقبل الأكثر استدامة. وتحدث القطان عن الثيمة الخاصة بجائزة أشغال مدنية التي قدمها في العام الجاري، وقال: «تهدف ثيمة المسابقة إلى تقديم تصميم أثاث خارجي، سواء قطعة تقدم الظل للناس، أو حتى للجلوس والتجمع، وتحمل مفهوم التصميم المسؤول، وتعمدت جمع كل العناصر في التصميم الذي قدمته فهو مأوى يوفر كل العناصر، كما طرحت على نفسي سؤالاً حول توجه التصاميم دائماً لأن تكون خاصة بالبشر فقط، فقمت بإضافة جزء علوي في التصميم يسمح للعصافير بأن تجلس فيه». ولفت إلى أنه بحكم وجوده في حي دبي للتصميم، حيث يرى الطيور دائماً حوله، قدم في تصميمه مساحة من التصميم للعصافير. ونوه بأن الفكرة الخاصة بالمشروع تبعث الشعور بالفضول لدى الناس، سيكون لديهم الفضول للدخول واستكشاف ما بداخل التصميم، بينما المواد كانت الأكثر تحدياً في التصميم بسبب الحجم واعتماد مادة واحدة ما جعله يواجه مشكلة مع الوزن. وأوضح القطان بأنه لجأ إلى استخدام مواد متنوعة ومنها الخشب والستيل، وكذلك مادة مطبوعة بشكل ثلاثي الأبعاد وهي مادة مستدامة ومعاد تدويرها ومصدرها نباتي، فيما من الخارج استخدم مادة «جي آر بي» وهي مادة معاد تدويرها أيضاً.

وحول المسابقات وأهميتها، لفت القطان إلى أنها تفتح المجال للمصمم بأن يكون حراً ويذهب بعيداً في أفكاره، بهدف تقديم رسائل قد يكون من الصعب أحياناً توصيلها للجمهور من خلال المشاريع التجارية، فهي تتيح للمصمم أن يقدم معتقداته بتحرر. واعتبر الفوز بهذه المسابقة، فرصة لتحويل المشروع من مقترح ورسومات على الورق إلى قطعة واقعية تعرض للجمهور. ورأى أن التصميم الحضري يمنح المدن هوية خاصة تطبع في ذاكرة الناس والزوار من خلال التجربة التي يعيشونها، كما أنها تقدم رسائل مهمة.

ويعتبر التصميم الحضري جزءاً من المكان الخارجي، وحول ارتباط التصميم الخارجي بالبيئة، لفت القطان إلى أن التصميم يمكن أن يلائم أي بيئة، فالمناخ في الإمارات مرتفع الحرارة والرطوبة، ولهذا السبب فالتصميم يناسب هذا الجو تماماً، وأن يكون مناسباً لهذا الجو فهو سيلائم أي مناخ. وأشار إلى أن الجزء الأعلى من التصميم يحمل الثقوب، وهذه الثقوب توجد مساحة لحركة الهواء وبالتالي ستساعد على خفض درجة الحرارة داخل التصميم، ومع العلم أن حركة الهواء ليست قوية كثيراً بفعل الارتفاع ولكنها تسمح بخفض درجة الحرارة.

وحول التصميم والاستدامة، أشار القطان إلى أنه في الآونة الأخيرة، هناك توجه كبير نحو الاستدامة، وهذا يدفع العديد من المهندسين والمصممين وكذلك الفنانين إلى محاولة الاعتماد قدر المستطاع على مواد صديقة للبيئة، فاليوم بات التصميم المستدام ضرورة وليس خياراً. وأوضح بأنه من خلال التصاميم يمكن نشر التوعية بهذا التوجه، منوهاً بأنه بسبب اهتمامه بمواضيع الاستدامة، وبعد حصوله على البكالوريوس في الهندسة المعمارية، حصل على الماجستير بهندسة الطاقة المتجددة، وهذا يفسر التوجه المستدام في تصميمه.

ولطالما سعى القطان إلى المشاركة في أسبوع دبي للتصميم، لافتاً إلى أنه سبق وشارك في عام 2019 بمسابقة كانت جزءاً من فعالياته، كما أنه ترشح لمسابقة أشغال مدنية في السابق، وذلك بسبب اهتمامه بأن يكون جزءاً من الأسبوع. وأشاد بفعاليات «أسبوع دبي للتصميم» ليس على مستوى دبي فقط، وإنما في المنطقة ككل لما يحمله من تنوع وكذلك لما يقدمه من فرص للمصممين لتقديم أفكار متميزة.

أثاث مستدام

تحدث العضو في لجنة تحكيم مسابقة أشغال مدنية، أحمد بوخش، لـ«الإمارات اليوم» عن العمل الفائز، وقال: «يجسد مقترح مشروع المصمم والمهندس المعماري أحمد القطان (ديزاينست) بوضوح الموضوع الرئيس لمسابقة أشغال مدنية التي تركز على تطوير الأثاث الخارجي المستدام والمسؤول اجتماعياً في الأماكن العامة». ولفت أن ما ميز المشروع هو الجمع بين تقديم مأوى للبشر والكائنات الحية الأخرى، لذا فإن المشروع ينشر رسالة واضحة مفادها أننا يجب أن نستخدم التقدم التكنولوجي في البناء لتوفير الملاجئ التي تتناغم مع محيطنا الطبيعي بدلاً من أن تكون معاكسة له بشكل مباشر. وأشار بوخش إلى أن التصميم يوفر مساحة تجمع مثالية ومتنقلة ونموذجية، تسمح بحماية جميع الكائنات الحية في المناخ القاسي وكذلك تتيح لها التفاعل مع بعضها البعض، موضحاً أنه في السابق كانت لأبراج الحمام أهمية كبيرة في شبه الجزيرة العربية لتسليط الضوء على المكانة والثروة الطبيعية، وقد نجح مشروع القطان في إعادة تفسير المفهوم ورسم مستقبل أكثر إشراقاً للجميع.

تابعنا على Tiktok

أضغط على زر المتابعة وتابع كل جديد

This will close in 20 seconds